فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وكان إلحاق أبنائهم بهم، فضلا من فضل اللّه على الوالدين والمولودين جميعا..
والجملة: حال من الفاعل في قوله تعالى: {أَلْحَقْنا} وهو اللّه سبحانه وتعالى..
قوله تعالى: {وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ}.
هو مما يقدّم لأهل الجنة من طعام، وليس هو كل طعام الجنة، وإنما هناك من ألوان الطعام ما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب بشر.. وإنما اختصّ هذان الصنفان بالذّكر، لأنهما من أطيب، وأشهى ما يطعمه أهل الدنيا من طعام.. وكان من تمام النعمة في الجنة ألا يحرم أهلها ما كان لهم من طعام مشتهى في الدنيا، وخاصة أولئك الذين حرموا هذا الطعام في دنياهم، وكان من مشتهياتهم فيها..
قوله تعالى: {يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْسًا لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ} التنازع: هو المجاذبة للشىء بين قوتين.. وتنازع الكئوس، تجاذبها بين الجالسين في مجلس شرابها، يتبادلونها في شوق ورغبة ونزوع أنفسهم إليها..
لا لغو فيها: أي لا تحمل هذه الكئوس في كيانها، هذا الداء الذي يخامر العقول، ويفقدها الوعى، فتخرج من وقارها إلى هذر الكلام ولغوه.
ولا تأثيم: أي لا إثم على شاربها، فهى خمر، وهى مع ذلك حلال لشاربها..
ومن هنا ندرك السر في تحريم الخمر، والعلّة التي من أجلها كانت إثما يسوق مرتكبه إلى ساحة الاتهام والعقاب..
فالإسكار، هو علّة تحريم الخمر، لا علّة له غيرها.. دون نظر إلى المادة التي يصنع منها..
وعلى هذا، فإن الخلاف القائم بين أصحاب المذاهب الفقهية في تلك المباحث التي تبحث عن جواب هذا السؤال: ما هي الخمر؟ وما هي المادة التي تصنع منها؟- إن هذا الخلاف لا محصّل له، ولا داعية للوقوف عنده، في تقرير الحكم الشرعي للخمر.. فكل مسكر خمر، وكل مغيّب للعقل، ذاهب بوقاره، داع له إلى اللغو- هو خمر، وهو موقع على متعاطيه إثما، هو إثم شارب الخمر. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17)}.
استئناف بياني بعد أن ذكر حال المكذبين وما يقال لهم، فمن شأن السامع أن يتساءل عن حال أضدادهم وهم الفريق الذين صدقوا الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به القرآن وخاصة إذ كان السامعون المؤمنين وعادة القرآن تعقيب الإِنذار بالتبشير وعكسه، والجملة معترضة بين ما قبلها وجملة {أم يقولون شاعر} [الطور: 30].
وتأكيد الخبر بـ (إن) للاهتمام به وتنكير {جنات ونعيم} لتعظيم، أي في أيَّة جنات وأيّ نعيم.
وجمع {جنات} تقدم في سورة الذاريات.
والفاكه: وصف من فكِه كفرح، إذا طابت نفسه وسرّ.
وقرأ الجمهور {فاكهين} بصيغة اسم الفاعل، وقرأه أبو جعفر {فكهين} بدون ألف.
والباء في {بما آتاهم ربهم} للسببية، والمعنى: أن ربهم أرضاهم بما يحبون.
واستحضار الجلالة بوصف {ربهم} للإِشارة إلى عظيم ما آتاهم إذ العطاء يناسب حال المعطي، وفي إضافة (رب) إلى ضميرهم تقريب لهم وتعظيم وجملة {ووقاهم ربهم عذاب الجحيم} في موضع الحال، والواو حالية، أو عاطفة على {فاكهين} الذي هو حال، والتقدير: وقد وقاهم ربهم عذاب الجحيم، وهو حال من المتقين.
والمقصود من ذكر هذه الحالة: إظهار التباين بين حال المتقين وحال المكذبين زيادة في الامتنان فإن النعمة تزداد حسن وقع في النفس عند ملاحظة ضدها.
وفيه أيضًا أن وقايتهم عذاب الجحيم عدل، لأنهم لم يقترفوا ما يوجب العقاب.
وأما ما أعطوه من النعيم فذلك فضل من الله وإكرام منه لهم.
وفي قوله: {ربهم} ما تقدم قُبَيْله.
وجملة {كلوا واشربوا} إلى آخرها مقول قول محذوف في موضع الحال أيضًا، تقديره: يقال لهم، أو مقولا لهم.
وهذا القول مقابل ما يقال للمكذبين {اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون} [الطور: 16].
وحذف مفعول {كلوا واشربوا} لإِفادة النعيم، أي كلوا كل ما يؤكل واشربوا كلّ ما يشرب، وهو عموم عرفي، أي مما تشتهون.
و {هنيئًا} اسم على وزن فعيل بمعنى مفعول وقع وصفًا لمصدرين لفعلي {كلوا واشربوا}، أكلًا وشربًا، فلذلك لم يؤنث الوصف لأن فعيلًا إذا كان بمعنى مفعول يلزم الإِفراد والتذكير.
وتقدم في سورة النساء لأنه سالم مما يكدر الطعام والشراب.
و(ما) موصولة، والباء سببية، أي بسبب العمل الذي كنتم تعملونه وهو العمل الصالح الذي يومىء إليه قوله: {المتقين} وفي هذا القول زيادة كرامة لهم بإظهار أن ما أوتوه من الكرامة عوض عن أعمالهم كما آذنت به باء السببية وهو نحو قول من يسدي نعمة إلى المنعم عليه: لا فضل لي عليك وإنما هو مالك، أو نحو ذلك.
{مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20)}.
حال من ضمير {كلوا واشربوا} [الطور: 19]، أي يقال لهم كلوا واشربوا حال كونهم متكئين، أي وهم في حال إكلة أهل الترف المعهود في الدنيا، فقد كان أهل الرفاهية يأكلون متكئين وقد وصف القرآن ذلك في سورة يوسف (31) بقوله: {أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئًا وءاتت كل واحدة منهن سكينًا} أي لَحز الطعام والثمار.
وفي الحديث «أمَّا أنا فلا آكل متكئًا» وكان الأكاسرة ومرازبة الفُرس يأكلون متكئين وكذلك كان أَباطرة الرومان وكذلك شأنهم في شُرب الخمر، قال الأعشى:
نَازَعْتهُم قُضب الريحان متكئًا ** وخمرةً مُزة رَاوُوقها خضل

والسَّرر: جمع سرير، وهو ما يُضطجع عليه.
والمصفوفة: المتقابلة، والمعنى: أنهم يأكلون متكئين مجتمعين للتأنس كقوله تعالى: {على سرر متقابلين} [الصافات: 44].
وجملة {وزوجناهم} عطف على {متكئين} فهي في موضع الحال.
ومعنى {زوجناهم}: جعلنا كل فرد منهم زوجًا، أي غير مفرد، أي قرنَّاهم بنساء حُور عيننٍ.
والباء للمصاحبة، أي جعلنا حُورًا عِينًا معهم، ولم يُعد فعل {زوجناهم} إلى {حور} بنفسه على المفعولية كما في قوله تعالى: {زوجناكها} [الأحزاب: 37]، لأن (زوجنا) في هذه الآية ليس بمعنى: أنكحناهم، إذ ليس المراد عقد النكاح لنُبوّ المراد عن هذا المعنى، فالتزويج هنا وارد بمعناه الحقيقي في اللغة وهو جعل الشيء المفرد زوجًا وَليس واردًا بمعناه المنقول عنه في العرف والشرع، وليس الباء لتعدية فعل {زوجناهم} بتضمينه معنى: قرنَّا، ولا هو على لغة أزد شنوة فإنه لم يسمع في فصيح الكلام: تزوج بامرأة.
وحور: صفة لنساء المؤمنين في الجنة، وهنّ النساء اللاتي كنّ أزواجًا لهم في الدنيا إن كنّ مؤمنات ومن يخلقهن الله في الجنة لنعمة الجنة وحكم نساء المؤمنين اللاتي هن مؤمنات ولم يكن في العمل الصالح مثل أزواجهن في لحاقهن بأزواجهن في الدرجات في الجنة تقدم عند قوله تعالى: {ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون} في سورة الزخرف (70) وما يقال فيهن يقال في الرجال من أزواج النساء الصالحات.
و {عين} صفة ثانية، وحقها أن تعطف ولكن كثر ترك العطف.
{والذين ءَامَنُواْ واتبعتهم ذُرِّيَّتُهُم بإيمان أَلْحَقْنَا بِهِمْ}.
اعتراض بين ذِكر كرامات المؤمنين، والواو اعتراضية.
والتعبير بالموصول إظهار في مقام الإِضمار لتكون الصلة إيماء إلى أن وجه بناء الخبر الوارد بعدها، أي أن سبب إلحاق ذرياتهم بهم في نعيم الجنة هو إيمانهم وكونُ الذريات آمنوا بسبب إيمان آبائهم لأن الآباء المؤمنين يلقِّنون أبناءهم الإِيمان.
والمعنى: والمؤمنون الذين لهم ذرياتٌ مؤمنون ألحقنا بهم ذرياتهم.
وقد قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا} [التحريم: 6]، وهل يستطيع أحد أن يقي النار غيره إلا بالإِرشاد.
ولعل ما في الآية من إلحاق ذرياتهم من شفاعة المؤمن الصالح لأهله وذريته.
والتنكير في قوله: {بإيمان} يحتمل أن يكون للتعظيم، أي بإيمان عظيم، وعظمتُه بكثرة الأعمال الصالحة، فيكون ذلك شرطًا في إلحاقهم بآبائهم وتكون النعمة في جعلهم في مكان واحد.
ويحتمل أن يكون للنوعية، أي بما يصدق عليه حقيقة الإِيمان.
وقرأ الجمهور {واتبعتهم} بهمزة وصل وبتشديد التاء الأولى وبتاء بعد العين هي تاء تأنيث ضمير الفعل.
وقرأه أبو عمرو وحده {وأتبعناهم} بهمزة قطع وسكون التاء.
وقوله: {ذريتهم} الأول قرأه الجمهور بصيغة الإِفراد.
وقرأه أبو عمرو {ذرياتهم} بصيغة جمع ذرية فهو مفعول {أتبعناهم}.
وقرأه ابن عامر ويعقوب بصيغة الجمع أيضًا لكن مرفوعًا على أنه فاعل {أتبعتهم}، فيكون الإِنعام على آبائهم بإلحاق ذرياتهم بهم وإن لم يعملوا مثل عملهم.
وقد روى جماعة منهم الطبري والبزار وابن عديّ وأبو نعيم وابن مردويه حديثًا مسندًا إلى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه (أي في العمل كما صرح به في رواية القرطبي) لتقرّ بهم عينُه ثم قرأ: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان} إلى قوله: {من شيء}».
وعلى الاحتمالين هو نعمة جمع الله بها للمؤمنين أنواع المسرّة بسعادتهم بمزاوجة الحور وبمؤانسة الإِخوان المؤمنين وباجتماع أولادهم ونسلهم بهم، وذلك أن في طبع الإنسان التأنس بأولاده وحبه اتصالهم به.
وقد وصف ذلك محمد بن عبد الرفيع الجعفري المُرسي الأندلسي نزيل تونس سنة 1013 ثلاث عشرة وألف في كتاب له سمّاه (الأنوار النبوية في آباء خير البرية) قال في خاتمة الكتاب قد أطلعني الله تعالى على دين الإِسلام بواسطة والدي وأنا ابن ستة أعوام مع أني كنت إذ ذاك أروح إلى مكتب النصارى لأقرأ دينهم ثم أرجعُ إلى بيتي فيعلمني والدِي دينَ الإِسلام فكنت أتعلم فيهما (كذا) معًا وسني حين حُملت إلى مكتَبهم أربعة أعوام فأخذ والدي لوحًا من عود الجوز كأني انظر الآن إليه مملّسًا من غير طَفَل (اسم لطين يابس وهو طين لزج وليست بعربية وعربيتُه طُفَال كغراب)، فكتب لي فيه حروف الهجاء وهو يسألني عن حروف النصارى حرفًا حرفًا تدريبًا وتقريبًا فإذا سميتُ له حرفًا أعجميًا يكتب لي حرفًا عربيًا حتى استوفى جميع حروف الهجاء وأوصاني أن أكتم ذلك حتى عن والدتي وعَمِّي وأخي مع أنه رحمه الله قد ألقى نفسه للهلاك لإِمكان أن أخبر بذلك عنه فيُحْرَق لا محالة وقد كان يُلقِّنني ما أقوله عند رؤيتي الأصنام، فلما تحقق والدي أني أكتم أمور دين الإِسلام أمرني أن أتكلم بإفشائه لوالدتي وبعض الأصدقاء من أصحابه وسافرت الأسفار من جِيَّان لأجتمع بالمسلمين الأخيار إلى غرناطة وإشبيلية وطليطلة وغيرها من مدن الجزيرة الخضراء، فتخلص لي من معرفتهم أني ميزت منهم سبعة رجال كانوا يحدثونني بأحوال غرناطة وما كان بها في الإِسلام وقد مروا كلهم على شيخ من مشائخ غرناطة يقال له الفقيه الأوطوري... الخ.
وإيثار فعل {ألحقنا} دون أن يقال: أدخلنا معهم، أو جعلنا معهم لعله لما في معنى الإِلحاق من الصلاحية للفَور والتأخير، فقد يكون ذلك الإِلحاق بعد إجراء عقاب على بعض الذرية استحقوه بسيئاتهم على ما في الأعمال من تفاوت في استحقاق العقاب والله أعلم بمراده من عباده.
وفعل الإِلحاق يقتضي أن الذريات صاروا في درجات آبائهم.
وفي المخالفة بين الصيغتين تفنن لدفع إعادة اللفظ.
و {ألتناهم} نقصناهم، يقال: آلته حقه، إذا نقصه إياه، وهو من باب ضرب ومن باب علم.
فقرأه الجمهور بفتح لام {ألتناهم}.
وقرأه ابن كثير بكسر لام {ألِتناهم}، وتقدم عند قوله تعالى: {لا يلتكم من أعمالكم شيئًا} في سورة الحجرات (14).
والواو للحال وضمير الغيبة عائد إلى {الذين آمنوا}.
والمعنى: أن الله ألحق بهم ذرياتهم في الدرجة في الجنة فضلًا منه على الذين آمنوا دون عوض احتراسًا من أن يحسبوا أن إلحاق ذرياتهم بهم بعد عطاء نصيب من حسناتهم لذرياتهم ليدخلوا به الجنة على ما هو متعارف عندهم في فك الأسير، وحَمالة الديات، وخلاص الغارمين، وعلى ما هو معروف في الانتصاف من المظلوم للظالم بالأخذ من حسناته وإعطائها للمظلوم، وهو كناية عن عدم انتقاص حظوظهم من الجزاء على الأعمال الصالحة.
و {من عملهم} متعلق بـ {ما ألتناهم} و(من) للتبعيض، و(من) التي في قوله: {من شيء} لتوكيد النفي وإفادة الإِحاطة والشمول للنكرة.
{كُلُّ امرىء بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}.
جملة معترضة بين جملة {وما ألتناهم من عملهم} وبين جملة {وأمددناهم بفاكهة} [الطور: 22]، قصد منها تعليل الجملة التي قبلها وهي بما فيها من العموم صالحة للتذييل مع التعليل، و{كل امرىء} يعمّ أهل الآخرة كلهم.
وليس المراد كل امرىء من المتقين خاصة.
والمعنى: انتفى إنقاصُنا إياهم شيئًا من عملهم لأن كل أحد مقرون بما كسب ومرتهَن عنده والمتقون لمّا كَسَبوا العمل الصالح كان لازمًا لهم مقترنًا بهم لا يُسلبون منه شيئًا، والمراد بما كسبوا: جزاء ما كسبوا لأنه الذي يقترن بصاحب العمل وأما نفس العمل نفسه فقد انقضى في إبانه.
وفي هذا التعليل كنايتان: إحداهما: أن أهل الكفر مقرونون بجزاء أعمالهم، وثانيتهما: أن ذريات المؤمنين الذين ألحقوا بآبائهم في النعيم ألحقوا بالجنة كرامة لآبائهم ولولا تلك الكرامة لكانت معاملتهم على حسب أعمالهم.
وبهذا كان لهذه الجملة هنا وقع أشد حسنًا مما سواه مع أنها صارت من حسن التتميم.
والكسب: يطلق على ما يحصله المرء بعمله لإِرادة نفع نفسه.
ورهين: فعيل بمعنى مفعول من الرهن وهو الحبس.
{وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22)}.
عطف على {في جنات ونعيم} [الطور: 17] الخ.
والإِمداد: إعطاء المَدَد وهو الزيادة من نوع نافع فيما زيد فيه، أي زدناهم على ما ذكر من النعيم والأكل والشرب الهنيء فاكهةً ولحمًا مما يشتهون من الفواكه واللحوم التي يشتهونها، أي ليوتي لهم بشيء لا يرغبون فيه فلكل منهم ما اشتهى.